الاثنين، 7 مايو 2012

كُونِي كمَا عهدُتكِ أُمِي ❤


**


وتبَعثرتّ أُوراق الحنيِن يا أُمِي ..
بَعثرتّها وُحدتِي وغُربتِي لكِ يا والدة ..
كَم أشّتَاق لإحتضانِك .. أحِنّ أن أتوُسّد حنَان صَدركِ يا أُمِي
أشتَاقُ أن أرَى وجهُكِ ومعَالم جّماله وتقاسِيمُه
وحيدةٌ أنَا فِي غيابُكِ يا أمِي .. أشتَاقُكِ في الثانيَه ضعفّ اليُوم والسّنه "( !
وحيدةٌ بَعدِك يا أُمِي .. أشتَاقُ لضحكَات أخُوتِي في زوايَا منزلنَا
أشتَاقُ لصَبرك عَلى دلالِي وقّلة فهمِي حينَ كنتُ طِفّلة  

يا وَالدة: يُباغتنِي الإشتيَاق فِي منَامي ويقظتّي
ينشلُنِي من أقصَى لحظَات الألمّ للذّه عارمَه تجتاحنِي حينَ أتذكركُم ()
وهَل لِ الحنينّ دوَاء ؟!
غيرُ الكتَابة التِي تُضنينِي كثيراً في بعدُكم ..
حينَ يتوسَد رأسِي وسَادتِي كُل ديجُور , يزُورنِي طيفُ إبتسَامتِك
وضحكّات أخُوتِي وشغَبُ أخوانِي وجَبرُوت أبِي الحنُون ..
أتذكرُ كيفّ كنتُ فتَاتكِ المُدللـه .. وكيفَ رضعتُ مِن ثديكِ الحنَان والمحبّة . !
خلتُ نفسِي حينهَا بين ذراعيكِ .. أشتَمُ عبيِر رائحتَك .. ألتمِسُ حنَان كفّيكِ
أتَعلميِن يا أطهَر القلُوب أننِي أشتهِي كثيراً النُوم عَلى وسَائِد صَدركّ المُمتَلئ دفئاً وحنينّ ()

كُل ليلَة يا أُمِي تزُورينِي في منَامِي .. 
وكَأنكِ تنتَشّلين أنفُسِي العطشَى لكِ ولبَحر دفئّكِ يا أُمِي
وحينَ تُشرقّ شَمس الصبَاح .. 
لكَم أتمنَى أن لاينتهِي ذَاك الحُلم .. 
لكَم تتُوقّ رُوحِي أن أضَلّ فِي أحضانكِ يا أُمِي
وآهٍ مِن غيَابّ الأُم .. لاشَئ حينهَا يلُون الحيَاة أو يُشّكلهَا في نَاظريّ سِواك أُمِي الحنُونَة 

لكَم وددتُ أن أصرُخّ فِي وجّه إشتيَاقِي : أن دعينِي أحتضِن أُمِي ..
إترُكينِي بين يديهَا أو حتَى أعدينِي فِي ظُلمَة أحشائِهَا
هاكِ رُوحِي أمِي .. هاكِ قلبِي وبَصري .. هَاكِ عُمراً صغيراً لازَال يُثمِر
هاكِ طّفلَة كبُرت كثيراً .. أصبحَت ناضجّه ..
أصبَح إشتيَاقُها أكثَر .. وحنينهَا أعمَقّ .. ومشّاعِرها أصدَق ! 

لايلتَويّ جِفنُ الليَالِي عليكِ يا أُمِي وأنتِ حزينَة ..
ولا تَأخُذ منكِ الدُنيَا بحرُ عطَائكِ وتضحيَاتُكِ
دعيكِ أُمِي قويّة دائماً ..
رُغم الألم .. والأقدَار ..
رُغم الحنيِن .. والظرُوفّ
كُونِي يا أُمِي قُويّه كـ أنتِ ..
كمَا علمتنِي أن أعطِي مِن الدُنيَا ولا أنتَظِر منهَا الشُكر
كمَا ربيتنِي عَلى الطيِب والحنَان والحُبّ
يا أصدَقُ عاطّفة .. وأرقُ مشَاعِر .. وأعذَب لحنٌ فِي شّفاهِ طفُولتِي
لاتُزَعزِعكِ الريَاح العَواتِّي .. 

كُونِي أُمِي التِي طالمَا عهدُتهَا نجّمَه فِي سمَاء التضحيَه والعطَاء
كُونِي سّحابَة تَروُي المُنهَك الحزيِن
كُونِي قمَر عاشقٍ مُلهِم لهُ في البيدَاءّ
كُونِي يا أُمِي ودَعينِي أصبحّ مثلكِ .. دعينِي يا أُمِي أصبُحّ ولوُ جزءاً يسيراً منكِ
دعينِي أُضحِّي مثلكِ .. وأسقِي البذُور بمَاءٍ عَذب كمَا فعلتِ في زهراتكِ الخمسّ ()
لاتتبَرمِي أو تَحزنِي فـ لُربمَا ليلٌ طويلٌ بَعده ضُوءّ نهارٍ لا ينجلِي .. 

سعيدةٌ طفلتكِ يا أُمِي .. 
وسعيدةٌ لأننِي أحقُقّ حلمِي بِأنّ أُصبِح أنتِ يا أُمِي ..
سعيدَة يا أُمِي يا أجمَل نسَاء الأرضّ وأطهَرهُنّ ..
سعيدَة بحَجمّ إفـتـقـارِي إليكِ يا أُمِي ..
.

أُحبكِ

هناك تعليقان (2):

  1. مبدعة ،، تحركت المشاعر و تأجج حزني بفراق أمي التي رحلت عن الدنيا بلا عودة ، كم اتمنى أمي وكم اشتاق لأرتمي تحت قدميها ، رحم الله أمي و حفظ الله أمك ،،، أبو فيصل

    ردحذف
  2. هنيئاً لكَ بصبرٍ رزقَك الله بِه على فِراق تِلك الطاهّره
    اسأل ربِي العظيم جلّ في عُلاه أن يجمعَك وإيانَا بجدتِي الحنُون يا خالِي
    لاتكفِي المُواسَاة لأن الأُم أعمَق مِِِن هذا بكثيِر
    فقطّ أقُول: صبّر الله قلبَك
    وشكراً لكَ

    ردحذف