السبت، 16 يونيو 2012

كُل صبَاحّ ..


ولم أعلَم يُوماً أن تَرنيماتّ الأقدَار سلبَت منِي كُل عنفّوانِي
إستيِقظّتُ يُوماً بدُون صَحبي .. بيتِي .. و والديّ !
لاَ أقُول أن الحيَاة تغيرتّ عَن سابِقها كثيراً
إنمَا أصبحَت حيّاة أُخرَى .. بشَر مُختلفون .. وأجوَاء مُختلفَه .. وحكايَا مُختلفَه عن تِلك التِي عرفتُهَا في صّغرِي

يُدمينِي الحنينّ .. وأيُّ حنينٍ ذَاك الذِي يخّتبئ خلفَ صدري
حنينٌ لعينَاك يا والدِي ولتجَاعيِد زمنٍ خُّطّ على شاربِك
لدفءِ يديّك يا أبِي وحنَان كلمَااتِك العذبَه
ضعيفةٌ تِلك الفتَاة التِي خُلقَت مِن ضِلعكّ يا وَالدِي
مازلتُ حَائِرة .. وكأننِي في فّجُو بحّرٍ لا جُزر ولا مَوانِئ ولا شَواطِئ تَحمينِي
غيرُكَ أنتَ يا قُرّة عينِي فتَاتكّ .. !

آهٍ يا والدِي كَم يُضنينِي الحَنينُ لكُم حَدّ المُوت ..
كُل صبَاح أتنفسّ فقدكُم وكأننِي بِه أختَنقّ بِلا نجَاه ..
كُل صبَاح اتسَائّل إن كُنتَ شربتَ كُوب قهوتِك المُرّ
أو قبَلتّ أخِي الصغير بينَ ذراعيِك
أو عُدتّ مُثقلاً بالعنَى فأخذّكَ النُوم مِن يديّ منزِلنَا ؟!
كُل صبَاح .. اتسَائِل أمازالتّ غُرفتِي تِلك تحتضنُ رائحتِي بينكُم ؟!
مازالتّ خزنتِي تحتفِظ ببقايَا ثّيابِي وقليلً مِن عّطرِي
مازالتّ تحتضنُ الأمانِي .. الأحلامّ .. والكثيِر مِن الحيَاة ؟!

لاشَئّ مِثلكُم يا والدِيّ  .. لا بَشّر كـ قلُوبكمّ  .. ولا عطَاء كـ عطاءكُم
ولا أمَان كـ أمانكُم .. ولا دفءّ كـ دفئّكُم .. !
لا طُهرَ مثلكُم يا والدِي .. لا جمَال للحيَاة في عينيّ وهِي تُودعكم ()

إنظُر لرحّابَة هذه الأرض وعطَائِها وبحُورها ومدّها وجَزرهَا
هيَ في نَظري أنتُم يا والديّ .. ولا شئّ تَعنيِه لي وأنا لا أتنفسّكُم كَل صباح وليلةّ !

مازالتّ تِلك الصّغيرَه يا والدِي تشتَاقكُم ..
مَازالتّ تحِن لأكُفّ جُودكِم ودفئهَا ..
كـ الشّمسِ الحارقَه في ظَهييرةٍ قيُوظّ " !

هَذا أنَا ياوالدِيّ كـ كُل صبَاح أنظُر لجمَال صُوركِم في يديّ وأرقُد عَلى رسلِي تحتَ جناحكَم كأننِي .. مازلتُ بينكَم .. كأننِــــي يا والديّ " !