الجمعة، 3 أغسطس 2012

أشعرُ أنِّي أغيبُ يُوماً عن طفُولتي !





الليلة .. إجتذبني حبرُ الحنين للحديِث عن محَابر الماضي
حينَ تُداعبني ذكرياته يشتقُّ وسط مدمعي إبتسامَه رضا
زوايَا بيضاء , ألوانٌ فاقعَة سالت على وريقاتِي , وأنا بينهَا أكتُب في ورقَه وألصقها تحت الآخرى في كراستِي
كأننِي كنتُ أرسم لذلِك اليوم صُورة راسخه في مخيلتي كي لاتمتد يد الأقدار وتمحيهَا .
أغمضتُ عينِي البارحه .. إشتقتُ أن أحاكِي عرائسِي أن ألعبَ بجدائل شعرها الذهبي وأغسِل لها ردائها الوردِي
كنتُ أُسمِي إحداهُنّ بنيتي , ظننتُ أننِي سأحبها وسأعتني بهَا وأحنُو عليهَا كـ قلب أمِي الحنُون
إلاّ أننِي مابرحتُ أن ألقيتها حتى ضاعَت في مهملات الماضِي
..

الحديثُ عن أمِي يشّبه نكهة حلوَى السكَاكِر في فاهِ الطفل ليلة العيّد
حينَ أودّ أن أكتُب عنهَا أتمنَى أن أقُول لهَا: لا أحَد كـ أنتِ أُمِي ()
مِن أينَ إسترقتِي بياض قلبكِ ؟ مِن أين لكِ بحنان الدنيا في حُضنِك؟
هَبِ لي بيَاض خُصل شَعركِ الناعِم .. علّ وعسَى أن أغسِل بها هشَاشة قلبِي الصغير ..
هَبِ لِي كـ نعُومة يداكِ .. ورائحة ثيابِك .. ولمعَة عيناكِ ..
هَبِ لي قُوّتِك وصمُودك المُغلفَه بعطافَة أمُومتِك ..
..

يَالله إرزُقنِي بعينٌ لاتَدمع .. وقلبٌ أقوَى وأشّد من ذاكَ الذِي بينَ ضلُوعِي
يَالله خُذ بيديّ لأُصبِح كـ تِلك الطّفلة الشقيّة ..
أرسُم هنا.. وأقلامِي تتناثر هُناك .. والحِبر يسيِل على قميصِي ذاك
ولا أبَالي ..
أعدنِي يَالله لبراءَة التسعَ أعوامّ .. وإبتسَامة العشَر سنيِن .. ولامُبالاةّ السنَه ..
..

تتقلصُ فينِي الذكريات معَ كُل لحظّةٍ تمرُ في عُمري
ومعهَا أشعرُ أنِّي أغيبُ يُوماً عن طفُولتي !

السبت، 16 يونيو 2012

كُل صبَاحّ ..


ولم أعلَم يُوماً أن تَرنيماتّ الأقدَار سلبَت منِي كُل عنفّوانِي
إستيِقظّتُ يُوماً بدُون صَحبي .. بيتِي .. و والديّ !
لاَ أقُول أن الحيَاة تغيرتّ عَن سابِقها كثيراً
إنمَا أصبحَت حيّاة أُخرَى .. بشَر مُختلفون .. وأجوَاء مُختلفَه .. وحكايَا مُختلفَه عن تِلك التِي عرفتُهَا في صّغرِي

يُدمينِي الحنينّ .. وأيُّ حنينٍ ذَاك الذِي يخّتبئ خلفَ صدري
حنينٌ لعينَاك يا والدِي ولتجَاعيِد زمنٍ خُّطّ على شاربِك
لدفءِ يديّك يا أبِي وحنَان كلمَااتِك العذبَه
ضعيفةٌ تِلك الفتَاة التِي خُلقَت مِن ضِلعكّ يا وَالدِي
مازلتُ حَائِرة .. وكأننِي في فّجُو بحّرٍ لا جُزر ولا مَوانِئ ولا شَواطِئ تَحمينِي
غيرُكَ أنتَ يا قُرّة عينِي فتَاتكّ .. !

آهٍ يا والدِي كَم يُضنينِي الحَنينُ لكُم حَدّ المُوت ..
كُل صبَاح أتنفسّ فقدكُم وكأننِي بِه أختَنقّ بِلا نجَاه ..
كُل صبَاح اتسَائّل إن كُنتَ شربتَ كُوب قهوتِك المُرّ
أو قبَلتّ أخِي الصغير بينَ ذراعيِك
أو عُدتّ مُثقلاً بالعنَى فأخذّكَ النُوم مِن يديّ منزِلنَا ؟!
كُل صبَاح .. اتسَائِل أمازالتّ غُرفتِي تِلك تحتضنُ رائحتِي بينكُم ؟!
مازالتّ خزنتِي تحتفِظ ببقايَا ثّيابِي وقليلً مِن عّطرِي
مازالتّ تحتضنُ الأمانِي .. الأحلامّ .. والكثيِر مِن الحيَاة ؟!

لاشَئّ مِثلكُم يا والدِيّ  .. لا بَشّر كـ قلُوبكمّ  .. ولا عطَاء كـ عطاءكُم
ولا أمَان كـ أمانكُم .. ولا دفءّ كـ دفئّكُم .. !
لا طُهرَ مثلكُم يا والدِي .. لا جمَال للحيَاة في عينيّ وهِي تُودعكم ()

إنظُر لرحّابَة هذه الأرض وعطَائِها وبحُورها ومدّها وجَزرهَا
هيَ في نَظري أنتُم يا والديّ .. ولا شئّ تَعنيِه لي وأنا لا أتنفسّكُم كَل صباح وليلةّ !

مازالتّ تِلك الصّغيرَه يا والدِي تشتَاقكُم ..
مَازالتّ تحِن لأكُفّ جُودكِم ودفئهَا ..
كـ الشّمسِ الحارقَه في ظَهييرةٍ قيُوظّ " !

هَذا أنَا ياوالدِيّ كـ كُل صبَاح أنظُر لجمَال صُوركِم في يديّ وأرقُد عَلى رسلِي تحتَ جناحكَم كأننِي .. مازلتُ بينكَم .. كأننِــــي يا والديّ " !


الاثنين، 7 مايو 2012

كُونِي كمَا عهدُتكِ أُمِي ❤


**


وتبَعثرتّ أُوراق الحنيِن يا أُمِي ..
بَعثرتّها وُحدتِي وغُربتِي لكِ يا والدة ..
كَم أشّتَاق لإحتضانِك .. أحِنّ أن أتوُسّد حنَان صَدركِ يا أُمِي
أشتَاقُ أن أرَى وجهُكِ ومعَالم جّماله وتقاسِيمُه
وحيدةٌ أنَا فِي غيابُكِ يا أمِي .. أشتَاقُكِ في الثانيَه ضعفّ اليُوم والسّنه "( !
وحيدةٌ بَعدِك يا أُمِي .. أشتَاقُ لضحكَات أخُوتِي في زوايَا منزلنَا
أشتَاقُ لصَبرك عَلى دلالِي وقّلة فهمِي حينَ كنتُ طِفّلة  

يا وَالدة: يُباغتنِي الإشتيَاق فِي منَامي ويقظتّي
ينشلُنِي من أقصَى لحظَات الألمّ للذّه عارمَه تجتاحنِي حينَ أتذكركُم ()
وهَل لِ الحنينّ دوَاء ؟!
غيرُ الكتَابة التِي تُضنينِي كثيراً في بعدُكم ..
حينَ يتوسَد رأسِي وسَادتِي كُل ديجُور , يزُورنِي طيفُ إبتسَامتِك
وضحكّات أخُوتِي وشغَبُ أخوانِي وجَبرُوت أبِي الحنُون ..
أتذكرُ كيفّ كنتُ فتَاتكِ المُدللـه .. وكيفَ رضعتُ مِن ثديكِ الحنَان والمحبّة . !
خلتُ نفسِي حينهَا بين ذراعيكِ .. أشتَمُ عبيِر رائحتَك .. ألتمِسُ حنَان كفّيكِ
أتَعلميِن يا أطهَر القلُوب أننِي أشتهِي كثيراً النُوم عَلى وسَائِد صَدركّ المُمتَلئ دفئاً وحنينّ ()

كُل ليلَة يا أُمِي تزُورينِي في منَامِي .. 
وكَأنكِ تنتَشّلين أنفُسِي العطشَى لكِ ولبَحر دفئّكِ يا أُمِي
وحينَ تُشرقّ شَمس الصبَاح .. 
لكَم أتمنَى أن لاينتهِي ذَاك الحُلم .. 
لكَم تتُوقّ رُوحِي أن أضَلّ فِي أحضانكِ يا أُمِي
وآهٍ مِن غيَابّ الأُم .. لاشَئ حينهَا يلُون الحيَاة أو يُشّكلهَا في نَاظريّ سِواك أُمِي الحنُونَة 

لكَم وددتُ أن أصرُخّ فِي وجّه إشتيَاقِي : أن دعينِي أحتضِن أُمِي ..
إترُكينِي بين يديهَا أو حتَى أعدينِي فِي ظُلمَة أحشائِهَا
هاكِ رُوحِي أمِي .. هاكِ قلبِي وبَصري .. هَاكِ عُمراً صغيراً لازَال يُثمِر
هاكِ طّفلَة كبُرت كثيراً .. أصبحَت ناضجّه ..
أصبَح إشتيَاقُها أكثَر .. وحنينهَا أعمَقّ .. ومشّاعِرها أصدَق ! 

لايلتَويّ جِفنُ الليَالِي عليكِ يا أُمِي وأنتِ حزينَة ..
ولا تَأخُذ منكِ الدُنيَا بحرُ عطَائكِ وتضحيَاتُكِ
دعيكِ أُمِي قويّة دائماً ..
رُغم الألم .. والأقدَار ..
رُغم الحنيِن .. والظرُوفّ
كُونِي يا أُمِي قُويّه كـ أنتِ ..
كمَا علمتنِي أن أعطِي مِن الدُنيَا ولا أنتَظِر منهَا الشُكر
كمَا ربيتنِي عَلى الطيِب والحنَان والحُبّ
يا أصدَقُ عاطّفة .. وأرقُ مشَاعِر .. وأعذَب لحنٌ فِي شّفاهِ طفُولتِي
لاتُزَعزِعكِ الريَاح العَواتِّي .. 

كُونِي أُمِي التِي طالمَا عهدُتهَا نجّمَه فِي سمَاء التضحيَه والعطَاء
كُونِي سّحابَة تَروُي المُنهَك الحزيِن
كُونِي قمَر عاشقٍ مُلهِم لهُ في البيدَاءّ
كُونِي يا أُمِي ودَعينِي أصبحّ مثلكِ .. دعينِي يا أُمِي أصبُحّ ولوُ جزءاً يسيراً منكِ
دعينِي أُضحِّي مثلكِ .. وأسقِي البذُور بمَاءٍ عَذب كمَا فعلتِ في زهراتكِ الخمسّ ()
لاتتبَرمِي أو تَحزنِي فـ لُربمَا ليلٌ طويلٌ بَعده ضُوءّ نهارٍ لا ينجلِي .. 

سعيدةٌ طفلتكِ يا أُمِي .. 
وسعيدةٌ لأننِي أحقُقّ حلمِي بِأنّ أُصبِح أنتِ يا أُمِي ..
سعيدَة يا أُمِي يا أجمَل نسَاء الأرضّ وأطهَرهُنّ ..
سعيدَة بحَجمّ إفـتـقـارِي إليكِ يا أُمِي ..
.

أُحبكِ

السبت، 28 أبريل 2012

أيُّ حَنينٍ ذَاك .. ؟!







يأخُذني الحنينّ دائماً لأقصَى لحظات الفَرح في زوايَا ذَلك المكَان
ينشلنِي مِن هُزيجَات الطَرب وأنغام السّعاده , 
إلى سعَاده أُخرى كنتُ ِي الماضِي َ خلتهَا ترحاً ! 

تُداعبنَا الذكريَات ’ وتأبَى إلا التربعّ عَلى عرش الذاكِره ,
 تِلك الأخرَى الممتلئَه بحكَايا الفقَد والنَوى والسّهَر ..

مضَت الأيَام سريعاً وشاختّ تِلك الطفلَه داخِلي , 
أينعَت كثيراً ’ أصبحَت فتَاة مليئَة تطلعاً وشغفاً للحيَاه , 
أصبحَتّ أكثَر نضجاً وتفهماً للواقِع!

أدركَت أن للحيَاة جانِب مُؤلم جداً يُنَافس الأفرَاح فِي رحلَة الأقدَار..
ما أسرعهَا تِلك الأقدَار , شكّلتنَا كمَا تُريد ووهبتنَا مِن درُوسهَا الكثيِر من العِبَر
تعَلمتُ منهَا , أنّ الدُنيَا لاتصفُو لأحَد وأن شَواطئّ الحنيِن تِلك تجفّ بحَارها عِند قاحِلة الصحَاري المُتراميَه داخِل أنفسنَا ..



تعلمتُ أن حوَاء اليُوم ليسَت هيّ , 
تفتقِد برائتهَا وجمَال مفرداتهَا وعذُوبتهَا
مازالَت إحدَى نسّاء حواء تخُون , 
وأُخرى تهمُز وتلمزّ , وثالثَه تتمَرد وتبرأّ ! 

تغيرتّ الحيَاه عن سابقهَا كثيراً , أصبَح صُوت طنينهَا مُزعجّ
أرَى السعادة تلُوح بينَ ناظريّ , 
لَم أعُد أبحث عنهَا تحتَ وسَادة الوجعّ المؤلمَه
لَم أعُد أتذوقّ قيُوظ الأترَاح ,
 أرَى السعادة حُولي و معِي أينَ ماكُنتّ
أرَاها تُؤرقنِي كثيراً , لاتزُول أو تنقَضِي ..
أرَاها في لمعَة مُقلتيّ , وبريقُ إبتسَامة شفتيّ , 
وجمَال أديُولوجِيتي السّاذجه ! 

عَلمتنِي الأقدَار أنّ المُراد حيِن ننَال ولو جزءاً يسيراً مِنه
يكُون بدايَة عاصفّه هاِئِجة مِن أضدَادِه , لِذلك أخشَى مكُوثهَا داخلِي طوُيلاً ..
أيُّ حنينٍ ذَاك الذِي أشعَل في أوُردتِي صهيِل الكتّابَه مِن جديدّ بَعد أن خّلتهُ مَات قنُوطاً مِن عزُوفي عَنه !
أيُّ صوتٍ ذَاك صاحّ داخِل أُذنِيّ أن هَذه هِي السّعاده , وذَاك هُو المُـرادّ ..