أصبحت أغفو على أبشع التخيلات .. وأستيقظّ على فآجعة تحقيقهَا !
كـ أسراب الطيور تلك عندّ نافذة غرفتِي .. وكـ صوت تغريدها في كل صباح ..
الحُزن هو لعثمَة أبجديات تبقّى مكبلة داخل الشفاه ..
تأبى الإفصاح !
تستبيِح البكاء .. حد الثمَالة .. !
وتستنكر أدمع المقلتين في ليلة شتويّة قاسية .. خطفّ بهَا الألم أقسى أنواع الضمير !
وكأنهم لم يخلقوا من طين .. ولم تُخلق بداخلهم فطرةّ الإحساسّ !
يتجردونّ من كل شَئ .. مشبعينّ بالأسودادّ .. !
يعملونّ .. وحينّ الحصاد لايفقهون ..
يتنافسون .. وحين المفاز يتطايرونّ ..
يتهامسون .. يتهافتون .. يتبخترونّ !
وكأنهم .. يتفننونّ .. !
في أحضانهمّ تُركت بقايا حتفهمّ .. جرحٌ يصيحّ وقلبّ آدمّي عذبّه الأنين !
لله هُمّ في حسبته .. وأنا هُنَا في خلسّته ..
ياربنَا .. أدموا بقايا فرحتِي .. نثروا جروحِي فوق حبات الرمال القاحلة ..
قالوا: إجمعيها في القيوظّ .. وحررّي الآلام منهَا ..
وأكتبِي في رأس صفحتهَا " تموتّ و يقتلونّ " !
فِي جوفهمّ ديّنٌ تسجلّه السنين لهٌم ..
ولـ عمرِي أن سداده أدمَى الضمائر في رحاب الصدر تسكن خاشّعَة !
ولـ عمرِي بأنهمّ يهدون لِي موتّ الحياة ..
وألفّ آهٍ في حضرةّ الأحزان تصمتّ .. وألفٍ روحٍ في سمَاء الغدرّ تٌدمَى !