الخميس، 26 مايو 2011

وكأنهم لم يخلقوا من طين..!


أصبحت أغفو على أبشع التخيلات .. وأستيقظّ على فآجعة تحقيقهَا !
كـ أسراب الطيور تلك عندّ نافذة غرفتِي .. وكـ صوت تغريدها في كل صباح ..
الحُزن هو لعثمَة أبجديات تبقّى مكبلة داخل الشفاه ..
تأبى الإفصاح !
تستبيِح البكاء .. حد الثمَالة .. !
وتستنكر أدمع المقلتين في ليلة شتويّة قاسية .. خطفّ بهَا الألم أقسى أنواع الضمير !

وكأنهم لم يخلقوا من طين .. ولم تُخلق بداخلهم فطرةّ الإحساسّ !
يتجردونّ من كل شَئ .. مشبعينّ بالأسودادّ .. !
يعملونّ .. وحينّ الحصاد لايفقهون ..
يتنافسون .. وحين المفاز يتطايرونّ ..
يتهامسون .. يتهافتون .. يتبخترونّ !
وكأنهم .. يتفننونّ .. !
في أحضانهمّ تُركت بقايا حتفهمّ .. جرحٌ يصيحّ وقلبّ آدمّي عذبّه الأنين !

لله هُمّ في حسبته .. وأنا هُنَا في خلسّته ..
ياربنَا .. أدموا بقايا فرحتِي .. نثروا جروحِي فوق حبات الرمال القاحلة ..
قالوا: إجمعيها في القيوظّ .. وحررّي الآلام منهَا ..
وأكتبِي في رأس صفحتهَا " تموتّ و يقتلونّ " !
فِي جوفهمّ ديّنٌ تسجلّه السنين لهٌم ..

ولـ عمرِي أن سداده أدمَى الضمائر في رحاب الصدر تسكن خاشّعَة !
ولـ عمرِي بأنهمّ يهدون لِي موتّ الحياة .. 

وألفّ آهٍ في حضرةّ الأحزان تصمتّ .. وألفٍ روحٍ في سمَاء الغدرّ تٌدمَى !

الخميس، 12 مايو 2011

لأرواحّ الأموَاتّ !



في ضياء إستنشق الليل .. وبثّ في حناياه الشعورّ بالإنتهَاءّ !
كان لي موعدّ مع أرواحّ
عانقتّ سماء إشتياقي فتاقتّ الروح لـ لقياهمّ
وهُمتّ في تفاصيلهم الصغيره
حتى خلتّني أراقبّ أجسادهم التي وارتّ الثرى دُون وداعّ !

ومازال الحديث عن الأموَاتّ يقضّ المضاجعّ
فـ يتوارى السهرّ خلف أعينّ خلفتها قسوة الأقدار
باتتّ ترقب طيفهم .. وعبيرهم .. وحتى رائحتهم التي كانت تعجّ في زوايا البيتّ

حينّ أشتاق للحديث عنَ الأمواتّ فإنني أسهب بالحديث كثيراً
لوهّله أشعر وكأن قلمي لن يجف حبره حين يدأب في الحديث عن أرواحهمّ!
وكأنه يقاسمني شظايا ذكرياتهم .. و طيف وجودهم في الحياة !

في القبور أموات ..
أحياء في قلوبنا ..
 وفي زوايا البيت
ماتزال معلقّه بقاياهم ..
تهدينَا إبتسامه شوهها رحيلهم !

برحيلهمّ نستمدّ من ذكرياتهمّ القوّه
و من أرواحهمّ الأمل ..
فكأنهمّ تماماً حولنَا
مهمَا إبتعدتّ بهم الحيَاة وضاقتّ بهم اللحودّ !

يَاربّ !
في دواخلّ تلكّ الأرض يسكنونّ من نحب
وقد أخذتهم يد الأقدار بعيداً عنَا
ومازالت أرواحهم تعانق أحلامنَا وتخيلاتنَا !
فـ بعفوكّ ورضاكّ
إكتبّ لنَا لقائهم في جنّة عرضهَا السمَاوات والأرضّ !

تفاصيلّ مؤلمَة !




الأمنيات وتلك الاحلام الصغيره
هي بعينها ماتستوطن أجوفتنا البائسه لتشلّها عن الحراك
وتجعلها مكبله بقيود اليأس والإستنكار !
التفاصيلّ الصغيره لذكرياتنَا
تحملّ بداخلها دوافع القوّه لتجعلنَا نقفّ حيارى أمام إختيارها لنَا !

حين تتفجرّ تلك الذكريات المؤلمة في مخيلتي
أتمنى لو أنهَا تصاب بـ سرطان ينهشّ بهَا حتى الموت
فـ تدميهَا .. لتحييني !

أيقنّ كثيراً ان الأشياء الهزيلة تملكّ بداخلها الكثير من الشجاعة !
وكأنني أعيد نظرياتّ عظماء وأحذوا حذوهم!
فـ أنبشّ في الجوانب الهزيلة
لـ أراها تحركّ مشاعر البؤس داخلي بكل جبروتهَا !

مكمنّ القوه هي الأشياء الصغيره حولنَا ..
ذكريات شخص ما ..
رائحة عطر ..
زاوية في منزل متهالك الجدران !

تلكّ التفاصيل تجعلني أكثر يقيناً أن قلوبنَا في رحّمة خالقهَا !
فـلا قوّه ولا جبروت ولا عظمة
تقفّ في وجه ذكرياتنَا المؤلمة
إلا قوّة خالقنا وجبروته !

مخرجّ ~>
أجزم لكم .. أننا نملك المقدرة الكافيّة أن نتخلصّ من كل تلك التفاصيل الحقيّرة إن كانت هي سببّ في تعَاستنَا !
فقطّ لـ نتغلبّ على قوتّهَا في دواخلنَا !