الأربعاء، 29 يونيو 2011

مسَاءّ الفقَدّ .. أيتُهَا الجَنُوب~










مَسّاء شَوارعِك الحزينَه .. التِي عشقتهَا كثيراً في غيابهَا.. !
~
أتعلمينّ أيتهَا الجَنُوب ؟
أنكِ تحمليِن بين أراضيِكِ روحاً طَاهّرة خلقهَا الله منفّردَة
لـأنه يعلمّ أنهَا لاتقطنّ في هذه الدنيَا كثيراً !
جدتِي تلكّ كَانت كـ نسّمَة ربيِع في كلّ فصُول السّنَه دافئَة
متفتحَه دائماً ..نقيّه وعذبَه.. رغم المرض .. ورغمّ الألم .. !
كَانت هِي مأوَى لـ الضعفَاء ..
وملاذّ للخائفيِن ..
وطُهرّ لـ المعطوبينّ !

جدتِي تلكّ ~
كَانت مَوُطِن لـ أحلامِي وأمنيَاتِي المنهّكَه !
بِلادّ لِمَن تخلّى عنهُ القَريِب .. وهجرهّ الرفيقّ والحبيب !
هِي لم تكُن يومّ بشرّ .. لأن حيَاتنَا تلكّ لم تليقّ بـ طُهرهَا يوماً !
خُلقتّ كـ ندَيّ مطرٍ عذبّ تساقطّ على أرض جدباء فـ ملأته حياةً !
~
... أتعلمينّ أيتها الجنوبّ ؟! ..
أن في ثراكِ تسّكُن روحّ جدتِي النديّه ..
بينّ لحودكِ ترقُد تلكّ النسّمَه .. بعدّ أن ملأت حيَاتِي بـ عذبّ حكاياهَا وقِصّصهَا !
في أحشاءّ ترابكِ إحتضنِي جدتِي بأمَان

أيتهَا الجَنُوبّ ~
لاتجرحِي ثنايَا طُهرهَا أو تبعثرِي نقاوَةّ روحهَا
إحتضنيهَا بـ عفوكِ وبردكِ
كُونِي لهَا كمَا كَانتّ لنَا !
بلدّ الأحلام .. ومَوُطِن الأمنيَات ~
يا لسعدّكِ يا أراضِي الجَنُوبّ !
جدتِي تلكّ تَخّتبِئ في جَوُفكِ ..
لاتبَارِحُ تربتكِ ولا لبّنَة لحدكِ !

جدتِي التِي خلقهَا الله في هيئّة البشَر ولم تَكُن كـ شاكِلتهمّ البتَه ~
هنيئاً لكِ إحتضانهَا .. هنيئاً لكِ روحهَا الطّاهِرة !~
.
.


الاثنين، 27 يونيو 2011

أعيدنِي لذَاتِي !



تلكّ التراكمَات المعطوبَه ..
خلفتّ في محاجر أدمعِي خيالاتّ تستقضّ مضجعي كل ليلة !
أحياناً كثيرَة يؤرقنِي الأسى ..
وأنا أبحث عن تلكّ الأنَا المُختَبِئّه في حنايا نفسِي التي تضيق بِي ذرعاً !
أجهلّ فحوايّ وماتحتويِه مشاعِري ..!
رغم أني نضجتُ كثيراً إلا أن مشاعِري تلكّ لم تبرحّ تبَحث عن ذواتها بداخلِي ..
طيِفُ ذكريَات عَابره إستقرتّ على شرفة نافذتِي~
داعبتنِي طيورهَا المغرّدَة ..
فـ أيقضتنِي من سُبَات عميِقّ بعثرتنِي أحلامُه كمَا أنهَا آلمتنِي كثيراً !
أحتَاجّ لـ جرعَات مكثفّه من القوّه لأتعمقّ في دواخلِي وأكتشفّ سرّ تلكَ الأنَا في ذاتِي !
من هِي .. من أي بلّد .. أين .. ومتَى . وكيف ولدتّ ؟!
دائماً تسلبينَ من بينّ يديّ دُمَاي التِي صنعتُ ثيابهَا بيدي ..
ياقسّوَة الأقدَار تلكّ التِي تقفّ فِي وجه " تلك الأنا" !
حتَى ألجمتهَا عن الحديثّ فـ إختبئتّ بِداخلِي تبحثّ عن قوتهَا !
كُفّي عن إحتضَان خصُوصيَاتِي  .. !
دعّيِني أغزّل الصُوف في ليلة شتَويَة لهَا ..
وأحيكُ من ذاك الطَرازّ المخمَلّ ثيَاباً لـ " تلكّ الأنَا" ..
أعيدي إليّ " أنَا" ..
أهدينِي يوماً تلكّ الأنَا .. إرزقيهَا أجنِحَة السّعَادة ورحّليهَا إليّ !
إترُكيهَا لِي .. 
لأنهَا ملّكِي ..
وهبة الخالقّ لِي !
أعيدنِي لذاتِي .. ياعِجَافّ الأقدَار .. أعيدنِي لذَاتِي !
~

الجمعة، 24 يونيو 2011

إدفنيني معكِ



جدتِي ~
مازال طيفكِ عالقاً في ذاكرتِي .. أشتاقّ لكِ في كل حين
هاهِي فتاتكِ الصغيره .. على عتبات التخرجّ
كما كنتِ تحلمين .. !
وكما كان لسانكِ يلهث بالدعاء لهَا

أفتقدك .. وكم أتمنى لو بإمكاني التوسدّ بين تراب قبركِ
أن أكُون لبِنَه أو قطّره بين لحدكّ !
أحتاج لـ إحتضانكِ كـ السابق .. لـ ملامسة يديكِ الجعيدتان !
لإحتضان ثيابِك ورائحة عطرهَا الممتزجّ بحنَانِك

جدتِي ~
البشرّ هُنَا مؤلمونّ بحقّ السمَاء
الحيَاة هُنَا قاسيّه ليسَت كمَا كنتِ سابقاُ
نفذتّ طاقة الصبر .. وأنتِ لستِ هُنَا لـ تعيديها لِي بـدفئك !
دموعِي تلك تكاد تُعمِي بصيرتِي وأنا أتخيل طيفكِ يمر أمامِي
أتخيلّ نظرتكِ المفعمَه بكل أحاديث الحُب
وصوتِك الذي أنهكُه المرضّ يعزف على أذنيّ بأوتاره العذبَه
~

ياملائكةّ السمَاء~
أرسلِي لهَا عذب إشتيااقي وفقدِي
أخبريها : أن أحلامهَا عشقتنِي في غيابهَا
باتتّ ترقبنِي للخلُود حتَى تزورنِي بكِ في منَامِي !
أخبريها: أن طفلتهَا تتوقّ لهَا ..
تحتاج للخلود بجانبهَا .. للرحيل معهَا
للموت في اللحود .. مثلهَا تماماً 

إحضّنيِني جدتِي فـ قد مللتّ الإنتظَار .. وأَرّقنِي الإشتيَاق !
خُذينِي جدتِي وإنزعِي عني يدّ الأقدار المؤلمَة ..
ثمّ كفنيِني بـ الصمتّ 
~
وإدفنيني معكِ
إدفنيني معكِ
إدفنينِي معكِ !

الأربعاء، 15 يونيو 2011

صديقَاتِي سـ نرحلّ !



هوَ آخر أربعَاء !.. 
 سـ ألتقِي فيه بـ أرواحكم النقيّه </3
تداعبني عذب مفرداتكم .. وصوت ضحكاتكمّ الصاخبه !
مازالّ فقدكمّ هو " القشّه " التِي تقسم ظهري 
..
حين أتذكر أن في يومٍ ما..

سـ يمر الصبح تلو الصبح وأنتمّ بعيدون عن عيني
ويمرّ الأسبوع يتلوه الشهر ولن أراكم
لن يملأ صوتكم مسامعِي.. ولن يغري عيني حينهَا شغبكم !
 
صديقَاتِي
كنتُ دائماً أخشى فراقكم .. 
وها آنا ذا على عتبات الوداع ..
ألوحّ بيدي مودعَه ..

لأترك خلفِي أجمل 12 سنَة قضيتها بينكم .. ومعكم !

بعد اليوم .. 

لن ألتقِي بـ " ساره حسّان" 
تلك التِي لقبناها دائماً بإسم جدهَا لن أسمع ضحكاتها تجلجل في زوايا المكان   "(

بعد اليوم .. 

لن ألتقِي بـ "ريم" 
فيلسوفتنَا الصغيرَة صاحبة العقل المبدع لـ تكلمنَا عن ثقافات متعددَة وتلحق عباراتها بـ "عذراً" :)
 
بعد اليوم ..

لن ألتقي بـ "بشاير" 
ولن أشعر بالإرتياح حين أبصر إبتسامتهَا تلوحّ لِي من بعيد وهي تهتف بكل صوتها:"أثير أحووووبكِ :(
"
بعد اليوم .. 

لن ألتقي بـ " أنفال" 
لـ تغمرنِي ملامحها الهادئة حفاوةً بـ وجودهَا كل صباح أمام عيني "|
 
بعد اليوم.. 

لن ألتقِي بـ "مرام" 
ملهمتِي التِي كانت دائماً خلف فضوليتي في معرفة دواخلها وشدّة ذكائهَا!
 
بعد اليوم .. 

سـ نرحل .. 
سـ تصبح تلك المدرسَة فارغه من كل شئ
ممتلئة فقطّ بأجيال يعيدونّ ذكرياتنَا :(
...
~
وحدَه فراقكم يشلّنِي عن الإستمرار ! ~ ..
سأتعثر بعدكم .. سـ تتوقف خطوتي حين أتذكر صدى أصواتكم !
سـ أبكي وحدِي .. 
وأنا أضم بقايا عطركم في وريقات ذكرياتنَا ..
"ومريول ودفتر وأقلام " كان ليديكم يوما ما نصيباً منه :(
فقدكم يؤلمنِي حقاً فـ أستيقظ من نومِي مذعوره 

وأنَا أهتف بشوق الدنيَا إليكمّ : لقياهم يارب لقياهم ""((( </3
~
~
13/7/1432
أسبوعّ من عمرّ الزمن وتنتهي رحلة الـ إثنيّ عشر سنَه
"""""""|