يأخُذني الحنينّ
دائماً لأقصَى لحظات الفَرح في زوايَا ذَلك المكَان
ينشلنِي مِن هُزيجَات
الطَرب وأنغام السّعاده ,
إلى سعَاده أُخرى كنتُ ِي الماضِي َ خلتهَا ترحاً !
تُداعبنَا الذكريَات
’ وتأبَى إلا التربعّ عَلى عرش الذاكِره ,
تِلك
الأخرَى الممتلئَه بحكَايا الفقَد والنَوى والسّهَر ..
مضَت الأيَام سريعاً
وشاختّ تِلك الطفلَه داخِلي ,
أينعَت كثيراً ’ أصبحَت فتَاة مليئَة تطلعاً وشغفاً
للحيَاه ,
أصبحَتّ أكثَر نضجاً وتفهماً للواقِع!
أدركَت أن للحيَاة
جانِب مُؤلم جداً يُنَافس الأفرَاح فِي رحلَة الأقدَار..
ما أسرعهَا تِلك
الأقدَار , شكّلتنَا كمَا تُريد ووهبتنَا مِن درُوسهَا الكثيِر من العِبَر
تعَلمتُ منهَا , أنّ
الدُنيَا لاتصفُو لأحَد وأن شَواطئّ الحنيِن تِلك تجفّ بحَارها عِند قاحِلة
الصحَاري المُتراميَه داخِل أنفسنَا ..
تعلمتُ أن حوَاء
اليُوم ليسَت هيّ ,
تفتقِد برائتهَا وجمَال مفرداتهَا وعذُوبتهَا
مازالَت إحدَى نسّاء
حواء تخُون ,
وأُخرى تهمُز وتلمزّ , وثالثَه تتمَرد وتبرأّ !
تغيرتّ الحيَاه عن
سابقهَا كثيراً , أصبَح صُوت طنينهَا مُزعجّ
أرَى السعادة تلُوح
بينَ ناظريّ ,
لَم أعُد أبحث عنهَا تحتَ وسَادة الوجعّ المؤلمَه
لَم أعُد أتذوقّ
قيُوظ الأترَاح ,
أرَى السعادة حُولي و معِي أينَ ماكُنتّ
أرَاها تُؤرقنِي
كثيراً , لاتزُول أو تنقَضِي ..
أرَاها في لمعَة
مُقلتيّ , وبريقُ إبتسَامة شفتيّ ,
وجمَال أديُولوجِيتي السّاذجه !
عَلمتنِي الأقدَار
أنّ المُراد حيِن ننَال ولو جزءاً يسيراً مِنه
يكُون بدايَة عاصفّه
هاِئِجة مِن أضدَادِه , لِذلك أخشَى مكُوثهَا داخلِي طوُيلاً ..
أيُّ حنينٍ ذَاك
الذِي أشعَل في أوُردتِي صهيِل الكتّابَه مِن جديدّ بَعد أن خّلتهُ مَات قنُوطاً
مِن عزُوفي عَنه !
أيُّ صوتٍ ذَاك صاحّ داخِل
أُذنِيّ أن هَذه هِي السّعاده , وذَاك هُو المُـرادّ ..